فيلسوفة تحت كرسي؟؟؟؟؟

أبعث بكل بكل ماذا؟؟!! لا أدري، ولكن كل هذه لابد أن تتضمن أشياء سيئة
حسنا فليكن كل غضبي .. كل كرهي .. كل استيائي
أيها المتطفلون فلترفعوا أعينكم المتلصصة عن كلماتي فأنا أراكم
أيها الجواسيس، لاتظنوني غافلة عنكم، فأنا أشعر بآياديكم الشريره تعبث بصفحاتي
أيتها الفلسفه لا عزاء ولا دموع

حسنًا أيها الأذكياء، أتظنونني ساذجة لهذة الدرجة لأترك لكم مذكراتي أو بالأحرى تاريخ حياتي كله؟ أعضاء جمعية فلاسفة من تحت الكرسي
لا ولكني رغم ذلك سأكون عطوفة معكم وأحكي لكم كيف انتهت جماعتنا وماهو مصير أعضائها لا لشيء إلا لتعلموا أن الفلسفه ليست مهنة لكل من هب ودب
ومش كل واحد قال كلمتين حلويين بقى فيلسوف

استيقظت في ذلك اليوم وإحساس بالسعادة والرضا يغمران نفسي وروحي..كان اليوم عيد ميلادي الثلاثين، ربما أكبر قليلا بسنة أو سنتين أو لعلها ثلاث سنوات..من يهتم
وعلى العموم أعتقد أن السن مسأله شخصية لن أتحدث عنها ولعلمكم الخاص أن إنقاص عدة سنوات من العمر ميزة مهمة جدا وهي تقليل عدد الشمع في التورته وبذلك نوفر بعض الجنيهات، مش كده ولا ايه ؟
نسيت أن أخبركم أني الآن أشغل منصب مساعد وزير الخارجية لشئون اللآجئين .. مركز ممتاز جدااااااا

المهم .. جلست أتناول إفطاري في البلكونة التي تطل على النيل في شقتي التي تتكون من خمس أود نوم وأربعة ريسبشن وتلاته حمام وواحد مطبخ وكفايه كدة مش ناقصيين حسد ولا قر.. المهم وأنا بقرا الجرنال لفت انتباهي صورة لامرأة في العقد الرابع من العمر وجهها مألوف لي حاولت تذكره ولكني فشلت لذا قرأت ماكتب بجوار هذه الصورة تصوروا ماذا وجدت
مكتوب وبالبنط العريض
أستاذة جامعيه رئيسة لعصابة لتهريب الآثار
الدكتورة ليلى جمال دكتورة علم الجمال بكليه الآداب قسم فلسفه
ينهار أبيض إنها ليلى صديقتي القديمة وزميلتي في الكفاح والفلسفه تحت الكرسي
إخص عليكي ياليلى رئيسة عصابة مرة واحدة وكمان آثار؟ إنها خيانة عظمى والله تستحقي الشنق بتهربي آثار البلد ياجاسوسة
أتدرون ماذا كان تعليقها..
لقد قالت وببساطه بصفتي أستاذة لعلم الجمال فأنا أكثر من يستطيع أن يقدر الجمال ولقد وجدت أنه من العار علينا نحن المصريين أن نستأثر بالجمال لأنفسنا ونحرم منه الناس لا بد أن يعرف الغرب حضارتنا ويقدروها، لذا أخذت على عاتقي بوصفي مواطنه شريفة أن أصدر هذا الجمال للخارج ليدرك الغرب مدى عظمتنا

والله نظرية مقنعة ياليلى آمال قبضوا عليكى ليه والله كان مفروض يعملولك تمثال مش يقبضوا عليكى زى الحراميه
والآن دعكم من ليلى فأنا يومي طويل جدا ومشغولة للغايه عندي رحلتين واحدة لباريس والتانيه لهونج كونج

مر اليوم بسرعه وللأسف لم أسافر أتعرفون لماذا ؟
لأني وأنا في طريقي إلى المطار صدمتني سيارة يقودها مجنون فعطلتني عن الرحلة وعندما ذهبت لقسم البوليس لأعمل محضرللقبض على هذا المختل اكتشفنا أنه مدمن مخدرات، وأنه لم يكن في وعيه وقت الحادثة، وبعد التحقيق معه تم التوصل إلى معرفة المعلمه الكبيرة التي تتاجر في الصنف
لن تصدقوني ولكنها أيضا زميلة كفاحي وفلسفتي
فتاة رقيقة كنت أعرفها من عشرين عاما كانت تدعى رانيا ولكنها غيرت اسمها إلى لواحظ لزوم المهنة الجديدة
معاها حق أنا ماتخيلش إن فيه معلمه اسمها رانيا ابداا
المهم حضرت التحقيق من باب الفضول
والحنين إلى الأيام الماضية التي شهدت فيها كلية الآداب قسم الفلسفة أزهى عصور الازدهار بفضل جماعتنا فلاسفة تحت الكرسي
أيعقل أن تكون هذه هي نهاية مجموعتنا الخالدة لايمكن
أتدرون ماذا قالت رانيا عفوا أعني لواحظ في التحقيق..
قالت أنا لم أمارس تجارة غير مشروعه كل ما أفعله قانوني مائة بالمائة
أنا أبيع للناس الراحة والمتعة

أنا ببساطه بخليهم يتجاوزن الواقع السيئ ويحلقون بعقولهم إلى مالا نهاية

منذ عشرين عامًا كنت أحقق ذلك بالفلسفة
والآن بالصنف والاثنين نتيجتهم واحدة

لماذا لم تقبضوا على من عشرين سنه؟
أترون ماحدث لأصدقائي لقد دخل اثنان منهم السجن بسبب الفلسفة

أما همت فقد نجاها الله وهداها إلى الطريق المستقيم واتجوزت
بس يظهر أن حياتها لم تكن مستقرة
لأنها ياعيني كانت دايما مختلفه مع جيرانا في وجهات النظر وكانت دايما ترمي عليهم الطبيخ البايظ لأنها مبتعرفش تطبخ فيلسوفة بقى
الجيران زعلانين منها مش لأنها بترمي طبيخ ولكن لأن الطبيخ طعمه وحش جدا
المهم بلغوا عنها مباحث أمن الدوله بتهمة حيازة أسلحة بيولوجيه فتاااااكة معقولة
وتصدقوا لقيوا فعلا الأسلحة كانت عيناها في فرن البوتجاز وتم حبسها على ذمة القضية المسكينه لم تصدق أن الإبداع الفني الذي تمارسه في الطبيخ لأنها من أنصار مدرسة الفن للفن
بمعنى أنه لايهم أن يكون الطبيخ طعمه حلو أو شكله حلو المهم أنها تمارس الإبداع وخلاص
تحول هذا الابداع إلى تهمة وقد أصيبت بلوثه عقليه لا تزال تعالج منها حتى الان
الحمد لله لم ينج من لعنة الفلسفة غيري..أعيش ولا الأميرات في زمانهم في فيلا فخمه بل قصر.نسيت أقولكم أني سبت شقتي التي على النيل من زمان أصل هواها بحري وجابتلي برد
المهم أن كل مشكلتي أن القصر الذي أعيش فيه لونه أبيض لماذا يراه الناس أصفررر!؟
هل معقول أن يعاني كل هؤلاء البشر من عشى ليلى أو لعلها هلوسة جماعية كل شيء جايز
فلأدع عني الأسئله ولأستمتع بالمنظر الرائع للسرايا الفخمة التي أعيش فيها ولا يحلم أحدكم أو يجرؤ حتى أن يمر جوارها
ولعلي أشفق عليكم مرة أخرى وأمنحكم شرف قراءة صفحه أخرى من مذاكراتي
سأفكر في هذا الموضوع من يدري لعلني أغير رأيي وأنشر مذاكراتي حتى يعرف كل العالم أمجاد جماعة فلاسفة من تحت الكرسي
لعلني في المرة القادمة أخبركم عن معنى اسم الجماعة أو عن الأعضاء قبل أن تنتهي حياتهم هذة النهايه المأساويه
سأفكر وأرد عليكم .